12‏/04‏/2013

الشيخ عبدالرحمن الدوسري


الشيخ عبد الرحمن الدوسري، علمٌ من أعلام الصحوة الإسلامية الحديثة بالمملكة، جرّب أن تسأل عنه اليوم فـي مجامع المتدينين - فضلاً عن العامة - .
تتبدى أثناء قراءة سيرته الذاتية وفصول حياته، أن السبب الأكبر فـي هذا التعتيم - مع أسبابٍ أخرى - ، هو باختصار أن الرجل سبق زمانه!، وتفصيل ذلك، أن مفكرًا أو عالمًا أو حتى مخترعًا، يتزامـن وجوده فـي زمان لا تتوافق طبيعة ما يطرحه هذا العبقري مع حاجات المجتمع، فينكره الناس ( كالإمام البخاري ) ، أو يؤذونه ( كابن تيمية )، أو على أقل القليل يتجاهلونه كما حصل مع شيخنا الدوسري.

هو الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن خلف بن عبدالله الدوسري، ولد في البحرين سنة 1332هـ ، حيث كان أبواه يقيمان فيها بعد قدومهما من الكويت ، التي نزح إليها والده من بلاد القصيم بنجد، وبعد ولادته بأشهر عاد به والده إلى الكويت، حيث نشأ وترعرع في حيِّ "المرقاب" الذي كان معظم ساكنيه من أهالي نجد.
وقد تلقى العلم في " المدرسة المباركية " ، حيث درس الفقه والحديث والتوحيد والفرائض والنحو، ومن العجيب أنه حفظ القرآن الكريم كله في أسابيع معدودة، كما قال عن نفسه رحمه الله : (حفظت القرآن الكريم في شهرين، انقطعت عن الناس وأغلقت علي مكتبتي ولم أخرج منها إلا للصلاة ) .، وتلك ولاشك ملكة في الحفظ نادرة، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، وقد مرن على الحفظ ، حتى أنه كان يستظهر كل ما يعجبه من الكتب شعراً ونثراً ، عن ظهر غيب وبكل يسر .

حياتــــــــــــه الدعوية :

وكان شغوفاً بالعلوم ، حريصاً على نشرها وتوزيع الكتب على طلبة العلم والراغبين في القراءة بالمجان ، حيث يشتريها من خالص ماله الحلال ، الذي يكسبه من عمله التجاري، الذي يدرُّ عليه الربح الوفير، والخير الكثير، الذي يُغنيه عن الناس ، ويحفظ عزّته وكرامته.

كان رحمه الله ذا فراسة قوية وكان بعيد النظر، ومن أمثلة فراسته رحمه الله لما تولى جمال عبد الناصر رئاسة مصر عام 1954م, وعلا صراخه بتحرير الأمة العربية من الاستعمار وتحرير فلسطين من إسرائيل وتهريجه بالباطل من الوعود ، حذر الشيخ رحمه الله فوق المنابر وفي المجالس من خداع الرجل ، فعاداه كثير من الناس ونوى أحد أقربائه إلحاق الضرر به فأراد أن يقتله. وبعد تبين حقيقة عبد الناصر وانكشافه للناس، وذلك بعد نكسة حزيران، أخذ الناس يعتذرون له وبالذات ذلك الذي نوى إلحاق الضرر به.
كان رحمه الله قد صرح في محاضرة ألقاها في معهد الرياض العلمي عام 1399هـ: (إنه إذا كانت حرب فسوف تكون نكسة للأمة الإسلامية وتذهب الضفة الغربية والجولان وسيناء وتحصل بعد ذلك مفاوضات للحصول على الاعتراف وتبدأ به مصر ) . ولقد حصل ما توقعه هذا الشيخ الجليل ونكس طواغيت القومية العربية رؤوسهم أمام هذا الخزي والعار وهذه نتيجة الانحرافات عن طريق النور والذكر الحكيم .

والشيخ الدوسري صريح في قول كلمة الحق، جريء في المواقف ، لا يعرف التردد أو المداهنة ، ولا يخضع لتهديد أو وعيد، بل يصدع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويُغلظ القول ويشدِّد النكير على الأدعياء المتاجرين بالدين، الساكتين عن الحق ، الذين يُؤثرون السلامة ، ويتهيَّبون من مواقف الرجولة وصلابة الدعاة.

تغيير المناهج التعليمية في السعودية
قبل أن يأتي الشيخ إلى السعودية كانت الماسونية تلعب بوسائل المناهج التربوية فبدأت المناهج تتخبط من الناحية العقائدية و الأدبية فلما جاء الشـيخ رحمـه الله ونظـر إلى المنهج نظرة فهم وتــدقيق على ضوء العقــيدة الصحيحة انبهر الشيخ من بعض المواد المدسوسة على الإسلام وفي يوم الجمعة ذهب هذا الشيخ الى الجامع الكبير بالرياض و الذي كان الملك فيصل رحمه الله يؤدي صلاة الجمعة فيه ، فبعد الصلاة خرج الشيخ رحمه الله بدون ان يخاف من كلمة الحـق فلقد اخذ على عاتقه تغـيير هذه المناهج الفاسدة بكل ما اوتي من قوة فتكلم عن خطورة المـاسونية ووسائل تلاعـبها وخطـورتهـا علـى العـــالم الإسـلامي ثم شرح بدقة متناهيه عن وضع المناهج وتلاعبهم بها فأستمع الملك إلى هذا الشيخ وهو يتكلم والكلمات تخرج من صميم قلبه لا يخاف في الله لائمة لائم فعجب الملـك من جرأة هذا الشيخ وبعـد الانتهاء قام الملك وسلم عليه ودعا له بالتوفيق و كلفه شخصيا بالأشراف على تغيير المناهج ، وعند وصول الملك فيصل رحمه الله إلى قصره أمر وزير المعارف بتكوين لجنة لبحث المناهج وتغيريها على النمط الإسلامي وتحت أشراف الشيخ عبد الرحمن الدوسري فتغيرت المناهج التربوية في أنحاء السعودية بفضل الله ثم بفضل هذا الشيخ والملك فيصل رحمهما الله .

وكانت له دروس وخطب ومواعظ في معظم مساجد الكويت وطيلة أيام الأسبوع ، يشرح للناس فيها ، حقيقة الإسلام ، وواجب المسلم نحو دينه وأمته ، ويحذِّرهم من البدع والخرافات والمعاصي والمنكرات ، ويدعوهم للتمسك بالكتاب والسنة ، وما أجمع عليه سلف الأمة، كما يفتح أعينهم على مخططات أعداء الإسلام، ومكائدهم، ويحذِّرهم من حركات الهدم، كالشيوعية والماسونية والعلمانية والوجودية .

وكان جريئاً في تصديه لطواغيت العصر وفي مقدمتهم جمال عبدالناصر، الذي سلح عليه بقصيدة طويلة كشف فيها حقيقته ، وهتك من وراءه ، من قوى الشرق والغرب ، الذين اتخذوه أداة لحرب الإسلام ودعاته ، والتمكين لليهود والمستعمرين في بلاد المسلمين .

وقد انتصب لنصرة الدعاة المجاهدين الذين يعملون لمرضاة الله، ويجاهدون في سبيله لإقامة شرع الله في أرضه، وكان يضرب بهم المثل، ويناشد الأمة وشبابها وشيوخها أن يكونوا رجالاً كهؤلاء الرجال الذين ضحوا بأموالهم وأنفسهم لنصرة دين الله وإعلاء كلمته، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً .

وقد نظم آلاف الأبيات من الشعر في مختلف الأغراض والمقاصد ومنها العلوم الشرعية ، ليسهل حفظها على طلبة العلم ، فضلاً عن المواعظ والحوار والجدل والدعوة إلى الحق، وإن كان في بعضها تهاون بقواعد اللغة والعروض ، كذلك قصائد عدة عن فلسطين وقضيتها ، وعلى الرد على بعض القوميين العرب في ذلك الوقت .

والشيخ الدوسري رجل دعوة ، هَمُّه مخاطبة العقول ، وإيقاظ الضمائر ، وتذكير الغافلين بالعبارة الميسّرة دونما تكلف أو تقعر. وقد كان له مع إخوانه: الشيخ أحمد خميس الخلف، والحاج عبدالرزاق الصالح المطوع، والشيخ عبدالله النوري، دور كبير وجهد موفق في التصدي للقوانين الوضعية التي ينادي بها دعاة العلمانية والمستغربون من أبناء المســلمين .

وكثيراً ما كان ينبري للتعليق على المحاضر والخطيب الذي يخرج عن المنهج الإسلامي ويُفنِّد أقواله، ويبطل مقولته بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة التي تجعله يتراجع عن قوله، ويعتذر عما وقع فيه من الخطأ، ويشكر للشيخ الدوسري توجيهه وإرشاده، ويعده بألا يعود لما قال بعد أن عرف الحق وأدركه.

وكان من المنادين بضرورة الاهتمام بإنشاء المدارس الإسلامية، ونشر التعليم الإسلامي، والاهتمام بالإعلام الإسلامي مقروءًا ومسموعاً ومشاهداً، ونشر الوعي الصحيح والعمل الجاد المتواصل، واطراح الجبن والشح اللذين هما أصل البلاء ومجمع الشرور، وسدِّ كل الثغرات التي يمكن أن يتسلل إليها العدو في كياننا الإسلامي ومجابهة خطط الأعداء بما يقابلها من الخطط ويبطل أثرها، والعمل على اختيار العناصر الصالحة، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لأن كل ذلك من الوسائل التي تعين على تحقيق الأهداف والنصر على الأعداء.

وفي مسابقة من ترتيب وزارة الإعلام السعودية بعنوان تفسير القرآن الكريم بهدف إذاعة التفسير في إذاعة الرياض وإذاعة القرآن الكريم جاء ترتيب الشيخ الأول بين المتقدمين. على إثر ذلك أخذت إذاعة الرياض تنشر له حلقات كل يوم بعنوان "مع التفسير" ، وقد وصل الشيخ في تفسيره إلى أواخر سورة المائدة ، ويبلغ تفسيره هذا من أول الفاتحة إلى أواخر المائدة عشرين مجلدا أو نحوها إذا طبع .

كان رحمه الله يحاضر في الكليات والثانويات والمعاهد والمتوسطات ويكشف للمدرسين والطلبة نشاط المحافل الماسونية وآرائهم ومخططاتهم ويشرح بروتوكولاتهم الصهيونية. وكان رحمه الله متضلعا في كشف المخططات الماسونية العالمية ، وكانت الأسئلة من قبل المدرسين والطلاب تنهال عليه فيجيب على بعضها شفاها وعلى البعض الآخر في الصحف اليومية مثل جريدة عكاظ والمدينة والبلاد .

وكان رحمه الله يتجول في أنحاء الجزيرة العربية يلقى المحاضرات في المدن المهمة مثل : الطائف ، مكة ، المدينة ، بريدة ، الرياض . وسافر الشيخ رحمه الله إلى الأردن والعراق والبحرين للوعظ والإرشاد وتنبيه المسلمين من الخطر الماسوني اليهودي العالمي .

وكانت له اليد الطولى في نشر المجلات الإسلامية في السعودية مثل مجلة البعث الإسلامي، الهندية ومجلة المجتمع الكويتية والدعوة المصرية وكان يحث الوزارات والمؤسسات والكليات والقوات المسلحة في الجيش السعودي من أفراد وضباط وجنود بالاشتراك فيها.

وكان إذا خرج للحج ، يطوف مخيمات الحجاج على اختلاف دولهم ، فيلقي عليهم المحاضرات والتوجيهات ، وفتاوى الحج ، ويحثهم على التمسك بعقيدتهم ويحذرهم من آثار الإستعمار في بلدانهم .

من أشهر أقواله :

" جعلوا من فلسطين قميص عثمان لو استرجعوا فلسطين فبماذا يحكمونها ؟ مع أن استرجاع فلسطين بدون الرسالة لا يمكن ، فلسطين انتزعها اليهود بعقيدة ولا تنتزع منهم إلا بعقيدة أصح منها ، يقولون عروبة القدس عروبة القدس ، ولا يقولون إسلامية القدس لأنهم لا ينوون أن يحكموها بالإسلام " .

ولم يترك الناصرية ولا البعثية العربية ولا الوطنية وغيرها من النعرات التي فرقت الأمة ومزقتها بل صاح في وجه النعرات الدخيلة منذ الستينات إذ يقول :
وما أكذب القوميين وأفرجهم إذ يقولون : الدين لله والوطن للجميع ، الدين لله : صلوا واركعوا وتدروشوا في المسجد ، أما الوطن فللجميع : لليهودي والنصراني والدرزي والمجوسي ومن يحكم حكما علمانيا بقوانين وضعية . رغما عن أنوف القوميين إذناب إسرائيل والذين اتضحت خيانتهم في الصلح مع إسرائيل ودقوا آخر مسمار في نعش فلسطين ولعبوا على المسلمين ثلاثين سنة بأخذ التبرعات وإظهار الصيحات الفارغة : الدين لله والوطن لله ، لا لأحد غير الله ، يجب أن يحكم فيه بحكم الله وأن تقام فيه شريعة الله ... وما سواه فهو وثنية صبغة اليهود بصبغة وطنية ".

ولم يترك الشيخ رحمه الله تعالى حكام عصره ليهادنهم أو يداهنهم أو يتلقد المناصب والمراتب وإنما صدع بالحق فيقول في خطبة الدين النصيحة :
" الناصح لله المحب الصادق في محبته لله لا يحب أحدا من الطواغيت المتنفذين الحاكمين بلادهم حكما علمانيا كافرا يبيحون فيه الخمور والفواحش والزنا حالة الرضا والمراقص والربا والبلاجات العارية والقمار ويحلون كل ما حرم الله ويحكمون بغير شريعة الله هؤلاء لا يجوز للمسلم محبة أي رئيس من رؤسائهم ولا التبرع في سبيلهم حتى لو ادعوا حرب إسرائيل وهم لو حاربوها فهم كاذبون " .

يقول الشيخ الدوسري في كلمة سجلها بخط يده وأرسلها للأستاذ محمد المجذوب لتنشر في كتابه "علماء ومفكرون عرفتهم " :
(من المؤسف أن كثيراً من الناس يرى أن القوة هي الحصول على العُدَّة الضخمة من العتاد الحربي والصناعات والمنتوجات والمعادن فحسب، ولكن الحقيقة بخلاف ذلك، لأن السؤدد والقوة التي لا تُغْلب تكون بالخُلق الصالح المتين المتماسك، والدين الصحيح الخالص، الذي تتجلى فيه العبودية لله بمعانيها ومبانيها، فيعشقون الشهادة في سبيل الله، ويكون حرصهم على الموت أشدَّ من حرص أعدائهم على الحياة ) .

ولم يترك الشيخ الشباب في عصره صريع الهزيمة النفسية الناتجة عن التخلف التقني والهزائم العسكرية وإنما ابتدأ بحربها لرفع الروح المعنوية عند شباب الأمة فيقول :
" وجعلت أدمغة الشباب متبلورة بدعاوى الطواغيت - ما فيش - سلاح العدو أوقى العدو وراءه أمريكا ، هذه الكلمات الملعونة تأثر بها العرب خاصة حيث تكونت فيهم هزيمة نفسية واعتذارات للطواغيت المصطلحين مع إسرائيل بحجة عدم وفرة السلاح ... أنتم مددكم ممن لا تعجزه قوة في السماوات ولا في الأرض أحسنوا علاقتكم بالله وتنالوا من الله كل نصر وتأييد " .

كان رحمه الله قد صرح في محاضرة ألقاها في معهد الرياض العلمي عام 1399هـ: (إنه إذا كانت حرب فسوف تكون نكسة للأمة الإسلامية وتذهب الضفة الغربية والجولان وسيناء وتحصل بعد ذلك مفاوضات للحصول على الاعتراف وتبدأ به مصر ) . ولقد حصل ما توقعه هذا الشيخ الجليل ونكس طواغيت القومية العربية رؤوسهم أمام هذا الخزي والعار وهذه نتيجة الانحرافات عن طريق النور والذكر الحكيم .

مؤلفـاتــه وإنتاجه العلمي :

وفي التأليف له باع طويل، حيث بلغت مؤلفاته أكثر من ثلاثين مؤلفاً ، نذكر منها : الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة ، والجواهر البهية في نظم المسائل الفقهية (وهي اثنا عشر ألف بيت) ، وإيضاع الغوامض من علم الفرائض ، والجواب المفيد في الفرق بين الغناء والتجويد ، وإرشاد المسلمين إلى فهم حقيقة الدين ، ومعارج الوصول إلى علم الأصول ، ومشكاة التنوير على شرح الكوكب المنير ، وصفوة الآثار والمفاهيم في تفسير القرآن العظيم ، والإنسان العامل الشريف والحيوان الناطق المخيف ، والحق أحق أن يتبع ، ومسلمَّ الثبوت في الرد على شلتوت ، والسيف المنكي في الرد على حسين مكي.... إلخ .

وشأنه في التأليف الإسهاب والإطناب غالباً، كما نلحظ ذلك في تفسيره لسورة الفاتحة ، حيث استغرق تفسيرها ثلاثمائة صفحة ، وكانت له دروس وأحاديث إذاعية في الرياض ، والكويت ، استفاد منها الكثير من المستمعين، كما كانت له جولات في الكثير من المدن العربية والجامعات والمعاهد ، ألقى فيها المحاضرات، وشارك في الندوات ، وقد استمر هذا شأنه وديدنه حتى بعد أن كبر سنه ، وتكاثرت عليه الأمراض، حيث كان صابراً قليل الشكوى، لا يتردد في الاستجابة لإلقاء درس أو محاضرة، بل كثيراً ما يسعى بنفسه دونما حرج ليقوم بمهمة الدعوة والتبليغ لعامة الناس وخاصتهم .

كذلك للشيخ العديد من الأشرطة الصوتية المسجلة له ، والمنتشرة في أمكان كثيرة ، يوجد منها مجموعة طيبة على شبكة الإنترنت .

إن الحديث عن الشيخ الدوسري ونشاطه في الدعوة إلى الله، ومقارعته لخصوم الإسلام في الداخل والخارج لا تحيط به هذه الكلمات القليلة المختصرة، ولا تفي بحقه هذه الصفحات، ولكنه جهد المقل، وبعض الوفاء لمن تعلمت منه الكثير.

آثـــاره :

لقد ترك الشيخ عبدالرحمن الدوسري آثاراً طيبة في الكويت والمملكة العربية السعودية، وتتلمذ على دروسه ومحاضراته خلق كثير من الناس وطلبة العلم، كما خلّف هذه الثروة الضخمة من المؤلفات القيِّمة التي تنتظر طلاب الدراسات العليا للتأمل فيها واستخراج كنوزها وتقريبها إلى متناول الناس .ولعل من الإنصاف لهذا المربي الداعية أن يكتب عنه د. محمد الثويني رسالة علمية للدكتوراه هي أجمع وأفضل ما كُتب عن الشيخ .

وفاتـــه :

أصيب رحمة الله بمرض داخلي يشتكي منه منذ سنين مع إصابته بمرض السكري وكان يراجع رحمة الله الأطباء ولكن الدعوة أخذت منه أكثر وقته وكان رحمة الله ينس مواعيد الأطباء و لا يراجع إلا بعد شهور وفي العشر الأواخر من رمضان 1399هجري شوهد في مكة وكان متعب جدا وفي هذه السنة سافر إلى لـندن للــدعوة و في هذه الرحلة تعب تعبا شديد فأوصاه الطبيب الإنجليزي بالراحة لكنة أثر الخطابة فخطب في المركز الإسلامي في لندن خطبة بهرت بها جمهرة المصلين و أخيرا أشتد عليه المرض فوافاه الأجل المحتوم يوم عشرة من ذي القعدة 1399هجري 1979ميلادي فحملت جنازته إلى الرياض وقد كان حب الناس له عظيما و تأثر الشباب به برز ذلك أثناء التشييع جنازته حيث حضر جمع غفير قدرعددهم باثتني عشر ألفا وامتلأ الجامع الكبير بالرياض وكان البعض يقول من يحارب الماسونية بعده هذا اليوم وقد عنى البكاء على ما فقدوه من الوعظ والإرشـــاد.

رحم الله الشيخ الفاضل والداعية الجليل الشيخ عبدالرحمن الدوسري، وغفر الله لنا وله وأدخلنا الله وإياه في عباده الصالحين، وبارك الله في جهود تلامذته ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق